Category Archives: فكر الديوان و مشاكل الميدان

فكر الديوان و مشاكل الميدان

ذكرت الدستور على موقعها تعليق

عبد الوهاب يونس

تقود كوادر ديوان وزارة التربية عمليات ومحاولات لاهثة للتحسين ومعلمو الميدان كما ذكرت ذلك أمام وزير سابق و أثناء ولايته ،نحن كمعلمين ليس لدينا أي تحفظ على استعانة الوزير بكوادر يرى أنها في صالح العمل بشرط ألا يسمح لهذه الكوادر باستئثار صنع القرار وحرمان كوادر الميدان من الإدلاء بآرائهم ةالاستماع لهم ومناقشتهم خاصة وأنهم يعيشون عذاب التصدي للتعليم في الميدان بكل مشاكله وعذاباته البعيدة عن قاعات الديوان المكيفة والمزودة بجميع وسائل الحصول على الأطروحات التربوية التي يهدونها للميدان من وقت لآخر تكون من نتيجته اللهاث وراء تنفيذ رؤى مستوردة ومنقولة يفرح بها الوزير ظنا بأن عرضها في مجالس زملائه أو أمام الرئيس سوف يكسبه مهابة المعارف التي لا يعلمها غيره .فراصد الشارع التعليمي في ما يقرب من العقدين الماضيين أن أطروحات عديدة هبط بها رجال الديوان فوق رؤوس المعلمين في الميدان بدءا من تسييس التعليم وجعل الامتحانات سهلة وفي متناول التلميذ (تعدل الآن إلى امتحانات تراعي القدرات العليا وهذا على الورق فقط وبعد أن يعلو صراخ الثالوث تلميذ فاشل وبعض من المعلمين والآباء تفرغ هذه الامتحانات من مضمونها وياد توزيع الدرجات على ما بسمى – كذبا – بنموذج الإجابة لتقيم هذه الأسئلة بطريقة “صحة نية التلميذ عن أي إجابة يكتبها على الأسئلة الي تعالى الصراخ منها .
تتوالى الأطروحات بنقل تجربة مجلس الأمناء في كل مدرسة ويفرغ هذا القرار من مضمونه وأدواره المتوقعة عندما يأتي التشكيل نسخة طبق الأصل من مجلس الآباء ثم قرار مدرستي نظيفة وكالعادة يفرغ القرار من مضمونه الرائع ليضيع مع أي قرار تغيب فيه المتابعة وعدم تكوين آلية ذاتية من أصحاب المصلحة تلاميذ وآباؤهم ومعلموهم ثم تتوالى الأطروحات إلى واحدة هامة التميز للجميع وهي ترجمة إحدى عبارات رئيس الولايات المتحدة بيل كلنتون ونصها
NO CHILD LEFT BEHIND ثم أطروحة كل طفل موهوب بل كل طفل متعدد المواهب ومتعدد الذكاءات وتم وأد هذه الأطرةحة التي اصطدمت بواقع معلمة الروضة الأليم ثم تتوالى الأطروحات لتحل واحدة جديدةهي أداة من أدوات التقويم الشامل وبغض النظر عن أهمية الأطروحة فقد لحقت بسابقاتها من الأطروحات عندما فرغت بدورها من مضمونها التنموي والتربوي وتختزل مميزات البورتفليو ليصبح مجرد حافظة لأوراق الامتحانات ورحمة الله على شمولية التقويم وإغفالها لباقي مجالات نمو التلميذ وتقويمها ثم تأتي أطروحة المعاييير والإعداد -حقيقة كان نقلا في معظمه -وقد نبهنا لهذا في وقته – ثم أطروحة الجودة وهي قمة من قمم الدراما والكوميديا السوداء في التعليم ،كيف تطبق جودة ومعاييرها مفتقدة والتخطيط لها غائب والذي يتجلى في ظل مثال واحد فقط وهو تقليص الموازنات المالية لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة .وهناك الكثير والكثير في سلة الحاوي أقصد سلة الديوان وحصره في هذا المقال سيجعله مثل اسطوانة مشروخة
إذن بداية لا بد من الاعتراف بأن التحسين لا يصلح باستخدام أطروحة تربوية أكاديمية منقولة أطروحات تنجح في البلاد التي كتبت من أجلها لكنها بالطبع تفشل في أوطان تحتاج إلى تنوع وتعديل بما يلائم
ولا يتسع هذا المقال لطرج الحلول من خبرات ميدانية والتي يعتبرها العلماء -الخبرات- أم العلوم
السابقة

عبد الوهاب يونس من رجال التعليم